موضوع: العالم مهدد بكارثة صحية بسبب البطالة .. ؟؟ 6/1/2012, 11:20 pm
حذر الاخصائي البرازيلي المعروف في قضايا الصحة العامة، باولو بوس، أن البطالة تعد أسوأ عدو للصحة، وإذا ما واصلت الإرتفاع لواجه العالم كارثة إجتماعية وصحية هائلة.
وشرح بوس في مقابلة مع وكالة انتر بريس سيرفس أن "الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الناجمة عن انهيار الرأسمالية المالية في الدول الكبري تتسبب في تعميق عدم المساواة بين الدول وفي صلب كل منها”.
والسبب الرئيسي وراء ذلك هو "البطالة، واحدة من الأسباب الاجتماعية الأولى لاعتلال الصحة"، وفقا لباولو بوس، وهو منسق مركز العلاقات الدولية في مؤسسة اوزوالدو كروز البرازيلية التابعة للدولة.
ونبه إلي "اننا سنواجه كارثة اجتماعية إذا لم نعني بحماية فرص العمل من أجل الحفاظ على نوعية الحياة للجميع".
هذا وقد شارك بوس في أعمال المؤتمر العالمي بشأن المحددات الاجتماعية للصحة الذي عقدته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع حكومة البرازيل، في ريو دي جانيرو في الفترة من 19 إلى 21 من هذا الشهر بمشاركة مندوبين عن أكثر من 100 دولة.
وبسؤاله عن ما هي المحددات الاجتماعية للصحة التي عني المؤتمر بدراستها، أجاب أن هذا الإجتماع قد إستند إلي تقرير رئيسي صدر في عام 2008 بشأن هذه القضية، حذر فيه المجتمع الدولي من "عبثية ظاهرة تفاوت المعدلات الصحية في العالم، وهي التي لا مبرر لها ويمكن تفاديها".
وذكر علي سبيل المثال أن معدل وفيات الأطفال والرضع في السويد هو أقل من ثلاث حالات وفاة لكل ألف وليد حي، مقابل 15 في الألف في البرازيل، وما يتجاوز 100 في الألف في بعض البلدان الأفريقية، مما يعني موت 10 في المئة من الأطفال.
هذ القول ينطبق أيضا على متوسط العمر المتوقع: أكثر من 80 عاما في السويد واليابان و 72 سنة في البرازيل، مقابل أقل من 50 عاما في كل من موزامبيق وأنغولا.
وشرح لوكالة انتر بريس سيرفس أن الأمر يتعلق بفوارق عالمية ووطنية ومحلية، وبين البلدان وداخل كل منها. كذلك أن المؤتمر جمع الخبرات الوطنية والمحلية لمعالجة هذه التفاوتات والتصدي للمحددات الاجتماعية للصحة، مثل توزيع الدخل والتعليم والحصول على السلع والخدمات عامة: المياه والصرف الصحي وجمع النفايات. "إنه ظلم يمكن تجنبه والوقاية منه".
وأفاد بأن المؤتمر سعى إلى تحديد المبادرات والسياسات والآليات والأدوات التي تستعين بها الدول والمدن والمجتمعات لتحسين جودة الأداء في هذه المجالات "فالصحة هي نتيجة لتحقيق العدالة الاجتماعية".
وأجاب بوس علي سؤال لوكالة انتر بريس سيرفس عن خبرات البرازيل المتعددة في هذا الشأن، قائلا أن لديها تجارب كثيرة، مثل برنامج المنح للأسرة (الذي يوفر الدعم لأفقر الأسر الاستفادة من خدمات التعليم والرعاية الطبية لأطفالهم، بين نظيرات أخرى).
وقد تبين بالفعل أن هناك تحسنا كبيرا في صحة الأسر المستفيدة، وانخفض معدل الوفيات، وإرتفع متوسط طول العمر، وفقا للخبير الذي أورد مثالا آخر علي التجارب البرازيلية من واقع المجتمعات التي طورت وسائل جمع المياه والصرف الصحي وجمع القمامة.
وأكد أن البرازيل قد حققت إنجازات ضخمة علي طريق تقليص الفوارق الإجتماعية وتحسين الأحوال الصحية لمواطنيها، لذلك تم اختيار منظمة الصحة العالمية لها لاستضافة المؤتمر العالمي.